Pages Menu
Categories Menu
طوابير طويلة من النساء والأطفال لتأمين الخبز… والبنزين «يتطلب أياماً» للحصول عليه في مناطق سيطرة النظام السوري

طوابير طويلة من النساء والأطفال لتأمين الخبز… والبنزين «يتطلب أياماً» للحصول عليه في مناطق سيطرة النظام السوري

المصدر – القدس العربي

دمشق ـ وكالات: باتت أزمة طوابير الانتظار للحصول على البنزين والخبز آخر مظاهر الذل التي يتعرض لها السوريون على يد النظام وأعوانه، في وقت وصل سعر الدولار إلى أكثر من ألفي ليرة سورية، بعد كان قبل أكثر من عام يعادل 500 ليرة، وقبل بدء الحرب كان الدولار يعادل 50 ليرة فقط.
وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان تزاحم عدد كبير من المواطنين عند محطات الوقود في المحافظات السورية، ليصل طول طابور السيارات والآليات إلى مئات الأمتار، بحيث يضطر صاحب الآلية للوقوف أياماً متواصلة للحصول على بعض الليترات من البنزين، وبعضهم الآخر لا يتمكن من الحصول عليه رغم انتظاره لأيام.
ويمكن إيعاز أسباب الأزمة إلى عوامل عدة حسب المرصد، أبرزها قرارات الحكومة المتعلقة بتوزيع مادة البنزين عبر ما تعرف بـ«البطاقة الذكية»، وتخفيض الكميات المقدمة للمحطات من قِبل سلطات النظام في ظل العجز الاقتصادي، حيث خفضت وزارة النفط في حكومة النظام كمية تعبئة البنزين للسيارات الخاصة من 40 إلى 30 لترًا بشكل مؤقت، وكذلك تساهم عقوبات قانون «قيصر» الأمريكي المفروضة على مناطق النظام السوري واقتصاده في تفاقم الأزمة، هذا في مقابل انخفاض إنتاج النفط المحلي.
وبات تأمين الخبز بالسعر الحكومي المدعوم (50 ليرة للربطة الواحدة المؤلفة من 8 أرغفة) صعباً، حيث أقرت حكومة النظام قراراً جديداً يقضي بتوزيع سلعة الخبز على المواطنين عن طريق «البطاقة الذكية»، وبموجب هذا القرار يتم توزيع الخبز بحسب عدد أفراد كل أُسرة، وذلك للحد من الأزمة التي تعيشها البلاد.

مشروع «البطاقة الذكية» آخر مظاهر الذل للمواطنين على يد السلطات

وأدى احتدام أزمة الخبز إلى إغلاق عدد كبير من الأفران في المدن السورية التابعة للنظام لعدم حصولها على مخصصاتها من مادة الدقيق التي توزعها الحكومة، وظهور مسالك فساد جديدة كظهور سوق سوداء لبيع الخبز، حيث يبيع الموزع ربطة الخبز بـ 100 ليرة وتسعيرتها 50 ليرة وربحه 10 ليرات أي يجب أن تصل للمواطن بـ 60 ليرة، إلى جانب بيع القائمين على منافذ «بيع الخبز» كميات كبيرة من الخبز لباعة الأرصفة، كونهم يتقاضون منهم مبالغ كبيرة في صورة رشوة، حسب المرصد السوري.
وتكشف تغريدات وتدوينات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي معاناة كبيرة مع أزمة طوابير الخبز والبنزين التي يعيشها المواطنون في هذا البلد الذي مزقته الحرب. تقول سمر عبر موقع فيسبوك إن شقيقها يضطر للانتظار في الطابور أكثر من ثلاث ساعات في بعض الأحيان، للحصول على حصة العائلة من الخبر، علماً أن ثمن كيس الخبز 100 ليرة. وتضيف: «لا نملك خياراً آخر سوى الانتظار، فرغم الثمن الذي يبدو زهيداً لسعر ربطة الخبر، إلا أننا بالكاد نقدر على دفعه».
وفي إدلب، نشر الرائد أبو معاذ رحال، المنشق عن نظام الرئيس بشار الأسد، عبر حسابه على «تويتر»، مقطع فيديو لنازح يشتكي بلوغ سعر ربطة الخبز 600 ليرة (1.1 دولار) بما يقارب 75 ليرة (14 سنتاً) للرغيف الواحد.
ونشرت صفحة مخيم أهل التح للنازحين على فيسبوك، جنوب مدينة إدلب، صور أطفال نازحين يحملون اللافتات محتجين على سعر الخبز، ويطالبون بتوفيره مقابل الألعاب. وذكرت صفحة المخيم أن هناك حالات إنسانية صعبة جداً يعيشها السكان بسبب عدم توفر الخبز.
ورغم الهبوط السحيق لليرة السورية فإن رواتب الموظفين السوريين لم يطرأ عليها تغيير كبير، إذ بقي معدلها يتراوح بين 50 ألفاً و100 ألف ليرة، أي ما يعادل 25 إلى 50 دولاراً شهرياً.

شاركنا رأيك، هل من تعليق ؟

Your email address will not be published. Required fields are marked *