Pages Menu
Categories Menu
أرامل سوريات صغيرات يواجهن الاستغلال الجنسي

أرامل سوريات صغيرات يواجهن الاستغلال الجنسي

المصدر- إيمان حمراوي- روزنة

“أكبر مشكلة أواجهها في حياتي كامرأة وحيدة هي الاستغلال الجنسي، وكل ما عدا ذلك من معاناة مادية أو معنوية لا يؤثر علي”، هكذا تقول أماني، 24 عاماً، لـ”روزنة”.

توفي زوج أماني حينما كان عمرها 19 عاماً، مع فتاتين الأولى بعمر عام ونصف والثانية بعمر 6 أشهر، تقول أماني “في بداية رحيل زوجي كنت مصدومة، وفيما بعد منحني ذلك القوة لرعاية ابنتي”.

وتتابع “عشت بمنزلي في مدينة حلب لمدة شهر، ومن ثم نزحنا إلى مدينة إدلب وأقمت فيها لمدة عام واحد تعرضت خلال ذلك للاستغلال الجنسي والتهديد بخطف ابنتي وهو ما دفعني للجوء إلى تركيا”.

لكن الأمر لم يختلف كثيراً بالنسبة لأماني، حيث تعرّضت أيضاً للمعاملة السيئة  خلال إقامتها في سكن خاص لرعاية الأيتام والأرامل، على حد قولها وتضيف “إنك أرملة وبدون أهل شي صعب كتير”، لتنتقل بعدها إلى سكن آخر في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا.

“بكل مكان أي أحد  بيعرف إني أرملة يحاول التقرب مني لأهداف في نفسه كإقامة علاقة، الآن لا أثق بأي رجل، وهي أكبر المشاكل التي أواجهها”. تقول أماني، أما المشكلة الأخرى فهي نظرة  بعض النساء للأرامل وكأنهن “أعداء أو قليلات شرف، أو أنهن سارقات رجال”، أقل كلمة أسمعها من أولئك النساء هي “بدا رجال”.

واستهدفت خلال السنوات الماضية قوات النظام السوري وروسيا المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، ونزوح ولجوء الآلاف إلى أماكن آمنة داخل البلاد أو خارجها.

فيما قضى آلاف المدنيين في سجون النظام، والبعض مصيرهم لا يزال مجهولاً، وتقدر “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عدد اللاجئات خارج سوريا بنحو 1.1 مليون امرأة، وأكثر من 2.1 مليون داخلها.

تتشابه معاناة معظم السيدات السوريات الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن بسبب الحرب خلال السنوات الماضية، ولا سيما مع وجود أطفال، تقول أمل، 26 عاماً، لـ”روزنة”، وقد توفي زوجها منذ 6 سنوات، وتعيش الآن عند عائلتها في تركيا: “همي لا تحمله الجبال، توفي زوجي جراء برميل استهدف منزلنا عام 2014 في ريف حلب، تاركاً لي 3 أطفال صغار”.

وتضيف “لا أريد أن أكون ثقلاً على كاهل عائلتي التي بالكاد تؤمن معيشتها في ظل كورونا وتردي الأوضاع المعيشية، أحاول جاهدة أن أؤمن مصروفي من خلال الأعمال اليدوية المنزلية قدر الإمكان لئلا أضغط على عائلتي”.

ووثق تقرير ديموغرافي صادر عن المكتب المركزي للإحصاء، التابع لحكومة النظام السوري، لإحصاءات 2018، تسجيل  518 ألف أرملة في سوريا، مقابل 43 ألف رجل أرمل، ووفق التقرير فإن واحدة من بين كل 6 نساء متزوجات فقدت زوجها.

أم حسين، 34 عاماً، فقدت زوجها منذ 4 سنوات، ولها منه 3 أطفال (9 و 7 و5 سنوات)، تقول لـ”روزنة”: اختلفت حياتي كلياً بعد وفاته، وضعي الاجتماعي صعب جداً حيث أعيش مع عائلة زوجي في ريف حلب الشمالي، وهي عائلة محافظة جداً وطباعها صعبة، حريتي شبه معدومة، خوفاً من المشاكل والكلام لكوني أرملة”.

وتردف “أحمل شهادة في اللغة العربية لكن لا أستطيع العمل بها، لعدم وجود من يهتم بأطفالي في غيابي، ولا سيما أن أهلي يقيمون في الحسكة بسبب النزوح”.

أما مروى، 23 عاماً، فقدت زوجها في المعتقل بدمشق حينما كان عمرها 18 عاماً، ولديها ولدين منه، تقول لـ”روزنة” “أعيش في سكن للأيتام والأرامل في الريحانية، وأتمنى الخلاص من معاناة السكن المشترك وشعور الأرملة المضطهدة في المجتمع، ونيل حريتي كما كنت سابقاً، على يد رجل يحفظ كرامتي وأستطيع أن أؤمن على أولادي معه، لكن لا أثق بأحد، بعدما رأيت عدداً من النساء معي بالسكن تزوجهن رجال، ومن ثم تطلقن منهم بعد شهرين أو ثلاثة”.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للأرامل في الـ 23 من حزيران من كل عام لإسماع أصوات الأرامل والتعريف بتجاربهن، وحشد الدعم الذين يحتجنه. وفق موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.

شاركنا رأيك، هل من تعليق ؟

Your email address will not be published. Required fields are marked *