Pages Menu
Categories Menu
نساء سوريات يصنعن مستقبلهن… غادة تتحدى العوَز

نساء سوريات يصنعن مستقبلهن… غادة تتحدى العوَز

أثبتت المرأة ضمن معطيات الواقع السوري المتفجر أنها أقدر على تحمل المسؤولية؛ حتى في ظل أقسى الأوضاع؛ فقد قامت بدور المعيل وصاحب العمل والمربية، وهي مجالات لم يكن يُسمح للنساء المشاركة فيها قبل الثورة.

لدى السيدة غادة كل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية لتُصنَّف في خانة الضحية، فهي في الخمسين من عمرها، نازحة مع أولادها الستة من مخيم اليرموك إلى درعا، بعد مقتل زوجها في قصف قوات النظام على المخيم، إلا أنها لم تستسلم، وقررت تحدّي واقعها. 

وقالت غادة: “حين يتبدل الحال من سيئ إلى أسوأ، وتقسو الأيام على امرأة إلى الحدّ الذي لا تجد معه ما تعيل به نفسها، لن تجد ما يواسيها إلا مهنة في اليد، فهي سلاح لمواجهة الفقر، ولا يحتاج الأمر سوى إلى الصبر وحب العمل”.

اتجهت غادة إلى مهنة الخياطة التي لا تستدعي الخروج من المنزل، وفي الوقت نفسه، تُدر ربحًا ماديًا، يساعدها في توفير قوت أولادها الستة، وتستطيع من خلالها تسيير أمور حياتها المعيشية.

وأضافت غادة في حديثها لـ (جيرون) “بعد فصلي من وظيفتي في التعليم؛ بسبب انقطاعي عن الدوام؛ لأنني نزحت مع أولادي إلى درعا، لم أدع اليأس يسيطر عليّ، وبدأت أعمل بالخياطة، لكسب الرزق وتوفير حاجات الأطفال، كان الأمر صعبًا عليَّ في البداية، لكن الأولاد بحاجة إلى طعام وتعليم ورعاية، ولجأت إلى ماكينة الخياطة، وبدأت أحيك الملابس لمختلف الأعمار، واستطعت أن أحظى بحب وثقة النساء،  وبتن يقصدنني من أماكن كثيرة، إذ إنني ما إن أنظر إلى أي قطعة في صورة، أستطيع أن أحيك مثلها، وهكذا أخذت على عاتقي بناء حياة وعيشة كريمة لي ولأبنائي”.

بعد فترة قصيرة من العمل تلقت غادة “عرضًا من إحدى زبوناتها لفتح مشغل (الياسمين) صغير للخياطة، يتكوّن من 3 ماكينات، وبرفقتي 3 عاملات، وخصصت غرفة في المنزل للمشغل، وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء المشروع، ازداد الطلب، إذ كانت المنطقة تفتقر إلى مشاغل خياطة نسائية. توسعت في العمل، ولدي حاليًا 6 ماكينات”.

وتابعت غادة: “أصبحنا نتلقى طلبات من الأهالي لتدريب البنات على الخياطة، وبلغ عدد الأسر المستفيدة من التدريب 35 أسرة، بعض البنات والنساء واصلن العمل في المشغل، ومنهن من فضلت العمل في البيت، أو فتح محل مستقل”.

تؤكد غادة أنها تعمل في تنظيم دورات تدريبية في الخياطة، “تستوعب اعدادًا جديدة من الفتيات؛ لتسهم المرأة في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي، بما يمكنها من الاعتماد على الذات، وإيجاد دخل جديد يساعدها في تحمل صعوبات الحياة”.

 المصدر: جيرون.

شاركنا رأيك، هل من تعليق ؟

Your email address will not be published. Required fields are marked *