Pages Menu
Categories Menu
التفوّق السوري في أوروبا

التفوّق السوري في أوروبا

منذ نحو أسبوع راج، في مواقع التواصل الاجتماعي، خبر تفوّق طفلة سورية في مدرسة ألمانية، ونقلت مواقع إخبارية أن “الطفلة”، يم ياسر الحمد، البالغة من العمر 7 سنوات، أحرزت في مدرسة “الأخوين غريم”، في مدينة (هاناو) الألمانية، معدل درجات، لم يتمكن أحد من طلاب المدرسة تجاوزه، منذ أكثر من ربع قرن، وفق تأكيد المدرسة”.

تعيش الطفلة يم اليتيمة الأم مع والدها في بيت ريفي، وكانت قد لجأت وعائلتها من قرية تابعة لمحافظة دير الزور إلى ألمانيا في النصف الثاني من عام 2014، وبحسب والدها، فإن “كثرة متابعتها لقنوات تلفزيونية ألمانية ساعدها في إتقان اللغة التي كانت سببًا رئيسًا في هذا التفوق، حيث تجاوزت أترابها الألمان”.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يُحقّق فيها لاجئون سوريون في دول أوروبية إبداعًا، أو تفوقًا دراسيًا ومهنيًا، فمنذ نحو شهر حققّت وصال الخليل، الشابة السورية المقيمة في ألمانيا، والتي تعمل في مجال صناعة الأسنان والسيراميك إبداعًا في المهنة، ونُشرت صورها في الشوارع الألمانية تكريمًا لجهدها الواضح في هذا المجال، ونُقل عن أحد أساتذتها الألمان قوله بأنه “اندهش من جودة العمل السوريّة؛ حيث أنه كان يعدّ سورية من البلدان المتخلّفة، ولكن رأيه الآن تغيّر كليًا”.

وقالت الخليل لـ (جيرون): “تمكّنت من تعديل شهادتي الجامعية الحاصلة عليها من جامعة حلب في وقتٍ قياسي، خلال أربعة أشهر، وساعدني في ذلك حبي لعملي وإتقاني له”.

ولفتت إلى أن الصعوبة الأولى التي تواجه السوريين هنا “هي اللغة، ولكن بالإصرار يستطيع المرء التغلّب عليها” وأنها لم تواجه رفضًا من المجتمع الألماني، بسبب الحجاب الذي ترتديه مثلما “صوّره لي عدد من العرب المقيمين هنا، حيث أن جودة العمل والانضباط ودقة الأداء، يضاف له التحلّي بروح الفريق، هي ما يهمّهم”.

تكفّل الطبيب الذي تعمل معه الخليل بتكاليف دراستها للماجستير الذي ستباشر به العام المقبل، لافتة إلى “أن هناك كثير من النساء السوريات الطموحات المقيمات في ألمانيا، اللواتي يسعين إلى النجاح والتفوّق، ويبذلن الجهد في سبيله”.

تعدّ الاختصاصية الاجتماعية، رفاه. ع، أن بروز هذه الظواهر أمرٌ طبيعي جدًا؛ لأن السوريين ظُلموا كثيرًا، ولم تُتح لهم فرصة حقيقية لإثبات ذواتهم، وأكملت قائلة لـ (جيرون): “زُرعت في عقول الشباب فكرة أن المواظبة على العلم والعمل لن يكونا السبيل لتحقيق الهدف أو النجاح، فالمحسوبيات و(الواسطات) كانتا الأساس، ولم يحظَ العمل الجيّد بالاهتمام والتحفيز، وارتبطت فكرة النجاح بالتقرّب من شخوص النظام، ولم يضع السوريون -قطّ- في مناخ يسوده القانون؛ لذلك سنسمع -لاحقًا- عن كثير من قصص النجاح السوريّة الأخرى، والتي سيكون وقعها إيجابيًا في تلك المجتمعات”.

وكانت الطالبة السورية، نور ياسين القصاب، قد حصلت العام المنصرم، على شهادة البكالوريا بالعلامة الكاملة (10)، أي أعلى نقطة يمكن تحصيلها بالنسبة لنظام التعليم الألماني، وهي اليوم تتقن الألمانية كلغتها الأم، واستطاعت تعلّمها خلال ثلاثة أعوام.

كما استطاع الطالب السوري، هيثم الأسود، الانتساب الى كلية هندسة العلوم في فرنسا، العام الماضي، متفوّقًا مع عدد محدود من الطلاب على أكثر من 680 ألف طالب فرنسي، على الرغم من اختلاف الثقافة واللغة، واحتفت به الصحافة الفرنسية.

كما حظي الطفل أحمد حزاني، المقيم في ألمانيا، والبالغ من العمر 8 سنوات بلقب “إمبراطور القراءة”، في المسابقة السنوية التي تنظّمها مكتبة في بلدة ألمانية، وحافظ عليه لمدة عامين متتاليين، على الرغم من قدومه المُحدث إلى ألمانيا.

تجاوز عدد اللاجئين السوريين في دول أوروبية نحو النصف مليون، يترنحون بين الاندماج وصعوباته، لكن بعضهم تمكن من تحقيق النجاح والتفوّق، والشعور بهما، بعد حرمان دام أكثر من نصف قرن.

المصدر: جيرون .

شاركنا رأيك، هل من تعليق ؟

Your email address will not be published. Required fields are marked *