كل يوم عندنا هو يوم للمرأة، لكن هذا اليوم مميز لأنه يذكر العالم بأسره بحقوق النساء، حقهن في الحياة والحرية والمشاركة المتساوية في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
نحن متفائلات، رغم الواقع المرّ الذي نعيشه ورغم أننا لا زلنا نرزح تحت إرث قرون من التهميش والإقصاء والعنف، ونعاني منذ عقود من الأنظمة الاستبدادية القمعية، وريثة الاستعمار الذي سيطر على دول عديدة وتركها غارقة في بحر من الفقر والأزمات والظلامية.
متفائلات لأن أعدادنا تزداد يوما بعد اليوم، نحن اللاتي لم نسكت يوماً على حقوقنا، وناضلنا نضالاً مستمراً منذ نشوء الدولة السورية، مروراً بمشاركتنا في الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة.
متفائلات بالأعداد الكبيرة من الشابات اللاتي ينضممن يومياً إلى حركة النضال المطلبي بالحقوق والحريات للنساء وجميع الفئات المظلومة المهمشة، وهذا هو لب النضال النسوي وهدفه.
متفائلات لأن عجلة الزمن تمشي نحو الأمام، ونحن نسير بنفس الاتجاه، ولن تفلح محاولات من يحاولون شدها نحو الخلف، فالمستقبل لنا.
في هذا اليوم نتذكر ونوجه تحية من القلب للسوريات النازحات واللاجئات اللاتي يستمتن في إعالة أسرهن في ظروف قاسية لا إنسانية.
تحية للمعتقلات في سجون النظام السوري وغيره من السلطات القامعة الظلامية.
تحية لزميلاتنا داخل سورية وشجاعتهن في الاستمرار في النضال رغم كل المخاطر والتهديدات.
تحية لكل امرأة ورجل في العالم يسعيان نحو الخير والحق والعدالة وبناء مستقبل مضيء لأجيالنا القادمة.
تحية لأرواح الشهيدات و الشهداء الذين قضوا وهم يدافعون عن تلك المبادئ.
سنقف نحن والرجال معاً، جنباً إلى جنب، لنبي عالماً لاتمييز فيه بين إنسان وآخر، لا على أساس الجنس ولا العرق ولا الدين ولا على أي أساس كان، لنبني معاً عالماً يقوم على أسس الحق والحرية والعدالة والكرامة.