وجدان ناصيف – خاص مساواة

تنتفض الايرانيات في الشوارع اليوم على الظلم الذي لحق بالصبية مهسا آمني التي قضت بسبب العنف والتعذيب الذي تعرضت له عند اعتقالها من قبل ” شرطة الأخلاق” بتهمة “عدم التزامها بمعايير ارتداء الحجاب”! تنتفضن احتجاجاً على الاستبداد وأداته المسماة ” شرطة الأخلاق” التي تفرض قيوداً مشددة على ملبس النساء، ومنها فرضها الاجباري للحجاب،

حكاية مهسا المؤلمة كانت الشرارة التي جعلتهن ينتفضن من أجل كافة حقوقهن، والحجاب الذي يُحرق في الشوارع اليوم ليس رمزاً دينياً بل رمزاً للقمع الذي يطالهن، على التدخل السافر بملبسهن وحياتهن، وإلا أي مغزى من أن تظهر امرأة في السبعينيات من عمرها لتنزع اشاربها على العلن كاشفةً عن شعرها الأبيض؟

تعيدنا مهسا آمني بالذاكرة إلى الصبية السودانية التي جلدت في الخرطوم لأنها كانت ترتدي الجينز، وتعيدنا إلى ممارسات داعش في المناطق السورية وفرضه السواد على النساء، وعقابه للنساء المسلمات المتدينات لأنهن يضعن نقاباً شفافاً يسمح لهن بالرؤية، وفرضها للنقاب ذي الطبقات الكتيمة الذي يمنع عنهن الضوء والهواء.

تذكرنا مهسا بالبرقع -القفص الذي فرضته طالبان في افغانستان على النساء، والذي تعمل على فرضه مجدداً. تذكرنا بجماعة “النهي عن المنكر” في السعودية ومراقبة العباءة وغطاء الرأس وفق معاييرها، وتذكرنا أيضاً بحادثة نزع الحجاب عنوة عن رؤوس النساء في الثمانييات في شوارع دمشق.

ندعم ونتضامن مع الايرانيات لأن موضوع الحجاب؛ نزع الحجاب أو ارتداؤه، الالتزام بمعايير وضعه أو عدم الالتزام بها، جميعها قضايا شخصية بالمطلق، وليس من حق أي شخص كان أو أي جهة أو أي دولة فرضه أو التدخل في نزعه بالقوة أو فرضه بالإجبار.

كل التضامن من المنتفضات في إيران.

لكنّ الحرية والحقوق والحياة.