بيان مساواة في يوم المرأة العالمي 2023

بيان "مساواة" في يوم المرأة العالمي 2023

في هذا العام أضيفت إلى مأساتنا السورية مأساة الزلزال الأخير الذي ألقى على كاهلنا عبئاً فوق عبء. فقدنا أصدقاء وأحبة، ونزح أكثر من مليون سورية وسوري مجدداً من ديارهم، للمرة الثانية أو الثالثة، وأصبحت الاحتياجات أكبر، فيما يقف العالم صامتاً متفرجاً على مأساتنا، يبخل بالعون الذي تفرضه المسؤولية الإنسانية، التي نادت بها جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية.

نحن كسوريات نرزح تحت إرث قرون من التهميش والإقصاء والعنف الذكوري، ونعاني منذ عقود، ككل المواطنين السوريين من النظام القمعي الاستبدادي، وإن كان ما نتعرض له من قمع مضاعفاً، يزيده العنف المطبق على النساء أسرياً وقانونياً ومجتمعياً واقتصادياً وثقافياً.

لم نصمت يوماً على الظلم فمنذ نشوء الدولة السورية الحديثة طالبت النساء بحقوق متساوية، وأن يعاملن قانونياً مواطنات كاملات الأهلية متساويات في الحقوق والواجبات، قاومن القمع والاستبداد، ودفعن أثماناً باهضة من قتل واعتقال وتعذيب.

شاركت النساء السوريات في الثورة السورية، خرجن في المظاهرات السلمية ووقع عليهن نفس الاضطهاد والقمع الذي وقع على الرجال، فقتلن واختفين قسرياً واعتقلن وعذبن وهجرن وفقدن الأحبة، وعشن الظروف الاقتصادية البائسة، ورغم ذلك لازلن يهمشن في مواقع صنع القرار من قبل جميع الأطراف.

لسنا بخير، لكننا لن نهزم ولن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا كاملة غير منقوصة، وسلام عادل شامل مستدام، يقوم على أساس محاسبة كل من ارتكب الانتهاكات بحق السوريات والسوريين وتقديمه إلى العدالة.

سنقف نحن والرجال معاً لنبي وطناً لايميز بين مواطنيه لا على أساس الجنس ولا العرق ولا الدين، في دولة تقوم على أساس الديمقراطية والحرية والعدالة والكرامة.

عندها سنكون بخير، وسنحتفل جميعا كل يوم من أجل مستقبل ملئ بالمحبة والأمان لأطفالنا وجميع أطفال العالم.