Pages Menu
Categories Menu
“كيف ترهب السعودية النساء”.. صحفية أميركية تتحدث عن تجربة عمل “مريرة”

“كيف ترهب السعودية النساء”.. صحفية أميركية تتحدث عن تجربة عمل “مريرة”

المصدر – الحرة –

روت صحفية أميركية من أصل مصري تجربتها “المريرة” في العمل في السعودية التي استمرت 5 أشهر فقط، متحدثة عن الإساءات التي تتعرض لها النساء في هذا البلد مما اضطرها ليس فقط لمغادرة السعودية وحسب بل منطقة الخليج بأكملها.

تقول الصحافية ريم عبد اللطيف في مقال رأي نشر في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية وحمل عنوان “كيف ترهب السعودية النساء” إن ما شاهدته في المملكة الخليجية دفعها إلى التأكد من أن “الإصلاحات التي نادى بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت سطحية واستخدمت كوسيلة لقمع الأفراد الذين يؤمنون بالتغيير الحقيقي”. 

بدأت رحلة ريم بين عامي 2014 و2019 عندما عملت أولا كصحفية ومحررة مع مؤسسات تديرها السعودية في الإمارات للمساعدة في بناء محتوى أخبار الأعمال واستراتيجيات وسائل الإعلام.  

وفي عام 2019 غادرت ريم إلى السعودية للعمل في التلفزيون الرسمي  للقيام بعمل مماثل في مهمة استمرت أقل من خمسة أشهر فقط. 

تقول ريم “بعد ما شاهدته هناك، علمت أن الوقت قد حان ليس فقط للاستقالة من منصبي، ولكن لمغادرة منطقة الخليج بالكامل”.

وتضيف “لقد شاهدت الإساءة اللفظية المستمرة تجاه زميلاتي في العمل وترهيب النساء والاعتداء والتنمر عليهن”.

لم تقتصر الإساءات على الجانب الشخصي فقط، وفقا لريم، بل كانت تتعلق بالجانب المهني أيضا، حيث تم التقليل من شأن الصحفيات وتهميش أفكارهن الإبداعية.

بالمقابل، تقول ريم، كان المدراء من الرجال ينشرون “أجندة إخبارية ضحلة وصغيرة الحجم لمنصات وسائل الإعلام الحكومية، مع اهتمام خاص بإهانة الصحفيات والسياسيات في جميع أنحاء العالم”.

بالإضافة لذلك كانت الصحافية الأميركية المصرية شاهدة على “عمليات التخويف المتعمد من قبل الرؤساء للموظفين حتى يظلوا ساكتين على ما يشاهدونه من ‘ساءات”.

تشير ريم إلى أن سلوك أحد المدراء على وجه الخصوص جعل الحياة مستحيلة بالنسبة لها، لأنه “كان يتعمد مقاطعة وتقويض النساء عندما يتحدثن ويصرخ في وجوه زميلاته في العمل، وهذا كان خطا أحمر بالنسبة لي”.

قررت ريم التقدم بشكوى رسمية ضده لدى الموارد البشرية، وفي ذلك الوقت نصحتها عدة نساء بالتزام الصمت، لأنهن كن يعرفن مدى خطورة تقديم شكوى ضد شخص له صلات وثيقة بالدوائر الحاكمة السعودية، وفقا لريم.

تؤكد ريم عبد اللطيف أن مناشداتها لم تجد آذانا صاغية، مما دفعها إلى الاستقالة ومغادرة المنطقة بالكامل.

وتضيف “بالنسبة للنساء اللواتي كن مستهدفات، كانت الخيارات صعبة: إما الاستقالة، كما فعلت أنا، أو أن يتم نقلك إلى قسم آخر ويطلب منك التزام الصمت”.

تشير ريم إلى هناك نساء وصحفيات أخريات عانين وما زلن يعانين أكثر منها في السعودية، ومنهن على سبيل المثال لجين الهذلول ونسيمة السادة وسمر بدوي ونوف عبد العزيز اللواتي يقبعن في السجون لمجرد أنهن دعمن تمكين المرأة في السعودية.

تؤكد ريم أنها شاهدت “رجالا يمارسون السلطة بشكل فاسد وتدعمهم النخبة الحاكمة في السعودية وكانوا جميعا يشاركون في الفساد ذاته الذي تعهد ولي العهد بإنهائه عندما أطلق حملته الصارمة لمكافحة الفساد في عام 2017 بهدف بناء المملكة العربية السعودية الجديدة”.

وترى أنه “لا يمكن أن يكون هناك إصلاح أو انفتاح حقيقي في السعودية، ما دام حكامها ونخبها لا يرغبون في ترسيخ حكم القانون وتقييم حقوق المرأة وضمان حرية الصحافة”.

وتواجه السعودية انتقادات دولية متنامية لسجلها في مجال حقوق الانسان. وبينما تم الإفراج مؤقتا عن بعض الناشطات، فإن لجين الهذلول وأخريات لا يزلن خلف القضبان بتهم تصفها جماعات حقوقية بأنها مبهمة.

واعتقلت الهذلول البالغة 31 عاما في مايو 2018 مع نحو عشر ناشطات أخريات قبل أسابيع من الرفع التاريخي للحظر المفروض منذ عقود على قيادة النساء للسيارات في المملكة، وهو إصلاح كن ينادين به.

وأحالت السلطات السعودية أواخر الشهر الماضي قضية الهذلول إلى محكمة مختصة بقضايا الإرهاب، وفق عائلتها، ما أثار احتمال صدور عقوبة سجن طويلة بحقها، على الرغم من الضغوط الدولية التي تمارس لإطلاق سراحها.

ووصفت وسائل الإعلام المحلية الموالية للحكومة الهذلول وآخرين بأنهم “خونة”، فيما تزعم عائلتها أنها تعرضت للتحرش الجنسي والتعذيب أثناء الاحتجاز، وهي اتهامات تنفيها السلطات بشدة.
 الحرة / ترجمات – واشنطن

شاركنا رأيك، هل من تعليق ؟

Your email address will not be published. Required fields are marked *